Hoppa till huvudinnehåll
Av
Utrikesskribent

شهادة حقيقية من العنف في سوريا.. Vittnesmål från våldets Syrien

"منذ اندلاع أعمال العنف، لم يعد شيئاً كما كان". قال بشار سعيد، الذي يقيم في العاصمة السورية دمشق، في مقابلة مطولة معه. وقال ايضاً انه يعطي وجهة نظره للوضع في البلاد و أن السكان تضرروا من العنف والعقوبات الاقتصادية و انه يضع اللوم الرئيسي على الإمبريالية، ولكن أيضا يشير إلى أن الصراع معقد و له العديد من القضايا، بما في ذلك الفقر والتهميش الذي ويلعب دورا في ذلك. حسب ما قال بشار سعيد أن رغبات الغالبية العظمى من الشعب السوري هو الديمقراطية ، لكنه يشير إلى أن غالبية السوريين في آن واحد تقف وراء الرئيس بشار الاسد ضد الإرهاب المدعوم من الخارج و ضد التطرف و الجماعات المسلحة.


- أنا سعيد جدا أن هناك بعض وسائل الإعلام من الشرق والغرب الذين يرغبون في قول الحقيقة حول ما يجري في سوريا، البلد الذي يخضع لاقوى و أقسى و أفظع هجوم عنيف من قوات الإمبريالية، وجد على وجه الأرض .

هذا اول تعبير قاله بشار سعيد وخصوصا عندما جريدة بروليتيرين إتصلت به. الغضب حول تلك الصورة المشوهة التي تعرضها وسائل الإعلام هي قضية تتكرر في كثير من الأحيان في المحادثات مع السوريين، ويتعزز ذلك عندما يكتشفون ما يرد في السويد الذي يؤدي إلى الرغبة الشديدة عند السوريين في ردع تلك الصورة الخاطئة و انتشارها.

وقال بشار هو في الأصل من مدينة حمص ولكنه الآن يعيش في دمشق، حيث يعمل مترجما. ونحن قد اتصلنا به من خلال معارفه في السويد.

• لقد مرّ عام ونصف العام منذ اندلاع الاضطرابات. هل يمكنك أن تقول ببضع كلمات كيف البلد تغيرت خلال هذه الفترة؟
- التغييرات في سوريا لا رجعة فيها. لقد خسرنا حياة سلمية وآمنة كان لدينا منذ عقود. الذهاب إلى العمل أو المدرسة، لزيارة الأقارب وحتى لأداء الأمور اليومية أصبحت مهمة صعبة. على سبيل المثال هناك في المناطق التي سيطرت عليهاالمعارضة المسلحة، أو ما يسمى الجيش السوري الحر قد أجبرت مئات الآلاف من السكان الى النزوح وقتلت أعمال العنف التي لا معنى لها العديد من المدنيين. أنه لا يمرّ يوماً هنا دون الجنازات و الدموع من الناس الذين لم يفعلوا أي شيء.

عدد الضحايا هو جزء من نتيجة العنف. وأضاف بشار مسلطاً الضوء على تدمير الصناعة والبنية التحتية. المناطق الصناعية في حلب خُرِّبت وحرقت من قبل المجموعات المعارضة وقد وصفها بأنها خسارة للبلد بأسره. أيضا، تمّ تدمير العديد من المنشآت العامة.

- ومن الأمثلة الحالية هي هجمات الجماعات المسلحة على المستشفى السوري الفرنسي في حلب. كان ذلك الهجوم المروع الذي استغرق ساعات قبل أن إستطاع الجيش أن يحررالمستشفى. والخبر السار هنا هو أن القطاع العام رغم كل هذه الخسارة يعمل ويوفر الرعاية الصحية الأساسية مجانا. الأدوية متوفرة في نفس الأسعار كما كانت من قبل.

- وقد استخدمت آلاف المدارس كقواعد في القتال ضد القوات الحكومية وقليل منهم نجا من الخراب و لكن على الرغم من الدمار بدأ فصل الدراسة الخريفي في منتصف أيلول مع ستة مليون طالب حاليا. و ما زالت المدارس العامة والجامعات في سوريا مجانا.

هناك جانب آخر للصراع الذي يؤثر على الأغلبية. و هو تضاعف أسعار مجموعة من السلع اليومية أو ثلاثة أضعاف من ذلك. و يستثنى منها السلع التي تدعمها الدولة، مثل السكر والخبز والأرز. تعرضت البلاد خلال فترة من نقص الوقود، ولكن وفقا لما أكدّه بشار سعيد أن معظم هذا النقص قد تدارك بمساعدة من الدول الصديقة.

الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي هو العقوبات الشاملة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي و التي تتفاقم على نحو متزايد. وقال بشار أنه يرفض وصف أن فرض العقوبات والإضرابات بانها امرٌ " ذكي" و انها فقط ضد القيادة السورية ، هو شخصيا كمواطن سوري متضرر منها. وقد أجبر القرار السياسي في الغرب المنظمات الأجنبية بمغادرة سوريا، وهو ما يعني فقدان الوظائف.

- شركتي للترجمه هي مثلها كمثل الكثير من الشركات الأخرى التي تضررت بشدة. في السابق، كان الاتحاد الأوروبي يموّل وظائف للمترجمين وغيرهم من المتخصصين. وقال رئيس أحد المشاريع لسعيد شخصياً، الذي اتضطر ان يعلق العمل وفقا للقرار الاتحاد الأوروبي لمعاقبة سوريا بأن القرارذكي جداً بحيث وصل الى تضرر الأوروبيين الذين يعملون في سوريا.

• عانت جارة سوريا، العراق ، من العقوبات لأكثر من عقد من الزمان. وانتقد عدد من كبار مسؤولي الامم المتحدة عقوبات السلاح، ووصف آثار هذه إبادة جماعية طال أمدها. هل ترى أي تشابه بين العراق وسوريا؟ هل هذا هو محاولة للضغط على السوريين بحيث أنهم في نهاية المطاف سوف يقبلون بالتدخل الإمبريالي؟
- هذا صحيح! العقوبات هي أداة سياسية غير أخلاقية التي يستخدمها الغرب بمحاولة إضعاف وإخضاع بلد اقتصاديا واجتماعيا قبل الاحتلال . فر أكثر من مليونين عراقي إلى سورية خلال الغزو بقيادة الولايات المتحدة. العراقيين قالوا لنا كيف عانوا في ظل العقوبات قبل ان تنهي التفجيرات هناك خطتها. عند بشار سعيد لا يوجد أي شك في أن ما يحدث في سوريا هو جزء من لعبة سياسية كبيرة للسيطرة على البلاد ومواردها الطبيعية. في هذه اللعبة تمتد مصالح القوى الإمبريالية الغربية أبعد من الشرق الأوسط. فهي بهذه اللعبه على وشك مواجهة القوى الناشئة الكبرى روسيا والصين.

- الغرب يركز على احتياطيات الغاز الهائلة التي تكمن تحت كتلة الأرض آسيا الوسطى. و التي هي مصادر للطاقة الخام، وفقا لبروتوكول كيوتو.

وأشار بشار إلى قرون من الهيمنة الغربية. وقال ايضاً إلى أن هذا الهجوم احتد بعد الانهيار الحقيقي للاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية 1989.

- وخلال العقدين الذين مرّوا، شهدنا الهجمات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، و هجمات اقتصادية ودبلوماسية في جميع الاتجاهات ، من يوغوسلافيا السابقة الى افغانستان والعراق وشمال أفريقيا. و الآن مهاجمة سوريا بهدف إضعاف حليفتها القوية، بالاضافة الى إيران التي تقع في الطريق إلى آسيا الوسطى وثرواتها الهائلة.

لهذه السلسلة من الأحداث يجب إضافة "الربيع العربي" والجهود الإمبريالية لإنشاء "الشرق الأوسط الجديد". وكان هذا الأخير هو التعبير الذي إستعملته وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس عندما تكلمت مع إسرائيل في حربها ضد لبنان في تموز ٢٠٠٦. نتائج الربيع العربي هو تقدم الحركات السنية المتطرفة، الإخوان المسلمين في الغالب، الى الامام من خلال تحالفها مع الإمبريالية. وقال بشار ان تلك الاتفاقيات مثل الصفقة القذرة مع الإخوان المسلمين حيث وُعِدْوا بتسلمهم السلطة في مقابل إتباعهم و خضوعهم للإمبريالية . بالإضافة الى ذلك يوجد فرع الاخوان المسلمين في سوريا باعتبارها واحدة من الجماعات التي تقف وراء التمرد المسلح.

• المصالح الإمبريالية لم يرد ذكرها في وسائل الإعلام السويدية. فالاعلام يصف ما يحدث في سوريا على أنه صراع بين الأغلبية السنية المسلمة من الناس الذين يتوقون إلى الحرية والديمقراطية، و وحشية النظام الدكتاتوري، الذي تدعمه طبقات رقيقة من السكان، كالعلويين ، والأقليات العرقية، و موظفي الحكومة ورجال الأعمال.
- هذا وصف مضلل تماما. كيف يمكن لوسائل الإعلام السويدية أن تعرف هذا؟ ألا توجد لديها أرقام موثوق بها أو أنها تتصرف كالببغاء و تلحق بوسائل الإعلام الناطقة بالعربية مثل قناة الجزيرة، قناة العربية، بي بي سي العربية وفرانس ٢٤ و القنوات الطائفية الكريهة التي تتقيأ مثل هذا في الهراء. لقد كنت دوماً اكره تلك الطريقة التي تبعها الغرب في تفكيرهم عن الآخرين . في هذه الأيام، نفكر نحن السوريين على أساس مصالحنا الوطنية واستقلال بلدنا، وليس على أساس أننا علويين أو سنّة أو المسيحيين السوريين.

محاولة تقسيم الشعب السوري حسب الحدود العرقية والدينية شيء يزعج العديد من السوريين. وقال بشار إن الدعاية لتحريض السنة ضد العلويين والمسيحيين في بداية الاضطرابات كان بالنسبة لغالبية الشعب شيئا جديداً وغريباً.

- النظام تحت قيادة بشار الأسد لايزال لديه أغلبية السوريين معه، ويرجع ذلك أساسا لأنه يرمز إلى نظام علماني لا يتسامح مع التطرف. وهناك نسبة كبيرة من السنة يخشون فكر الوهابيين والميليشيات و تنظيم القاعدة للسيطرة على البلاد وممارسة نموذجهم للديمقراطية، كما يفعلون الآن في ليبيا. وإذا حدث ذلك، والتي سيكون من المستحيل دون التدخل المباشر على نطاق واسع من قبل حلف شمال الأطلسي، سيتم تدمير سوريا ويعود إلى العصر الحجري.

في حين أن هناك مقاومة قوية من الشعب ضد التمرد المسلح ،يقول بشار سعيد ، غير انه ايضاً هناك رغبة في التغيير والمزيد من الإصلاحات الديمقراطية.

- وعلى الصعيد السياسي، هناك معارضة واسعة بين جميع الفئات السورية، بما في ذلك العلويين، ضد شكل الديكتاتورية للحكومة. هناك حاجة بالتأكيد إلى إصلاح جذري. ولكن لا يمكن التأكد من إذا كان الأسد هو زعيم شعبي حقا إلا من خلال تأكيد انتخابات نزيهة وصادقة، وهذا لا يمكن أن تعقد خلال الظروف العنيفة الحالية.

لفترة طويلة في الاعلام الرسمي في السويد كانت سيرتهم على خط واحد و أنه لا يوجد تمرد مسلح والاحتجاجات هي من النوع السلمي فقط. اليوم، اعترف كل من العصيان المسلح وأن هناك المتطرفين الدينيين من دول أخرى، ما يسمى الجهاديين في المعارك في سوريا. حتى أنه بدأت القوى الغربية بالحديث عن المشاكل مع وجود المتطرفين السنة، وهم السلفيين والوهابيين.

بشار سعيد يقول انه من البداية كان هناك إرهاب مسلّح يتصرف بعمليات مخطط لها. بشار يذكر المظاهرات في حمص على سبيل المثال. الاحتجاجات كانت عفوية في البداية من قبل المجتمعات المحلية الفقيرة، وبمشاركة قوية من الشباب بدافع ديني. و لكن في نفس الوقت كان هناك ايضاً حاضرين رجال يحملون البنادق، الذين كانو يطلقون النار على المتظاهرين من أجل القول بأن النظام العلوي هو من ضرب الاحتجاجات الجماهيرية السلمية السنية.

-حتى أنهم هاجموا جنازات أيضا بهدف الحصول على اكبر عدد من الوفيات في الأخبار.
النظام السوري تمكن بسرعة بإكتشاف اللعبة ومن وراء ما يجري. لكنه كما أشار بشار ، إلى أن العديد من السوريين، على الأقل في البداية، لم يصدق هذا التفسير. لأنهم لم يكونوا يثقون في وسائل الإعلام التي لم تحظى بشعبية السورية، بسبب بعضهم و ما لديهم من تجاربهم الشخصية السلبية مع قوات الأمن.

أحد الأسباب الكامنة وراء الصراع الحقيقي هو الاستياء الاجتماعي. وانتقدت أصوات اليسار في سوريا، بما في ذلك الحزب الشيوعي السوري وأستاذ الاقتصاد الاشتراكي منير آل هاميش، منذ فترة طويلة السياسات الليبرالية الجديدة التي جعلت الاقلية لتصبخ غنية بينما الريفية اكثر فقراً وأحزمة الفقر نمت حول المدن الكبرى. وقال منير آل هاميش في الربيع الماضي للزوار من السويد أن الشباب من هذه الفئات المهمشة هي قاعدة التوظيف للانتفاضة المسلحة.

وقال بشار أنه يتفق معه على هذا التحليل وقد شهد هو بنفسه كيف كان الضغط على سوريا من قبل الاتحاد الأوروبي في سبيل تحويل الاقتصاد السوري وتحريره حسب النظام الليبيرالي.

- كمترجم، لقد عملت مع البرامج التي يمولها الاتحاد الأوروبي وسافرت مع العديد من الخبراء الأوروبيين إلى المناطق الفقيرة ومناطق عديدة من سوريا. وقد ترجمت تقارير تشجيع الخصخصة واللامركزية والجدد للبنك الدولي والسياسة والاقتصاد، ودعا إلى استيراد المنتجات من تركيا ودول الخليج على حساب المنتجات المحلية. ويمكنني أن أشهد أيضا لأي مدى كان الضغط خلف الكواليس لتغيير القوانين التي كانت تاريخيا في صالح الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الفقيرة.

- صحيح لقد تُرِكت المجتمعات الفقيرة في يد الوهابية الأصولية والدعاة بتمويل من المملكة العربية السعودية. عند نقطة معينة، وبعد الفتنة الطائفية، كان الشباب الفقراء والمهمشين اجتماعيا أِستعمل هذا الفقر كالوقود في الانتفاضة ضد النظام.

• ما هو تعليقك حول نظرية أن معظم المتمردين السوريين من الشباب، والجهاديين الأجانب لا تمثل سوى جزء صغير؟
- تمكنت القوى الإقليمية وعلى رأسها المخابرات الأمريكية، لتجنيد الشباب السوري المهمش في المدن الكبيرة والمناطق الريفية. لكنها فشلت في إستعمال " الجهاديين المحليين" لتغيير الوضع على الأرض والسيطرة على مناطق أوسع. و لذلك كانت الحاجة المتزايدة لاستيراد الجهاديين من الخارج، للحفاظ على سوريا في قبضة العنف والإرهاب.

- أظن أن وسائل الإعلام السويدية لم تبلّغ عن الدعوات اليائسة من المساجد في المملكة العربية السعودية والكويت الى الجهاد في سوريا. و لم تُبَلّغ ايضا عن تلك المساعدات التي قدمتها تركيا و المعارضة اللبنانية والأردن للمحاربين المحاربين المدججين بالسلاح للذهاب عبر الحدود إلى سوريا، و لولا ذلك لكان النظام بسوريا بسهولة قد سحق محاولات الانقلاب و الإرهاب.

• في ١٨ تموز من هذا العام، تعرضت دمشق للغزو من قبل الجماعات المسلحة. نسأل هنا بشار سعيد أن يحدثنا عن ما حصل بالضبط عندما وصل المتمردون الى العاصمة.

- كان ينظر إلى ذلك الهجوم على أنه اللحظة الأخيرة للنظام، لكنه تحول الى فشل آخر للمعارضة المسلحه . وكان هناك هجوم بالقنابل حيث قتل وزير الدفاع وكبار الضباط وضباط أمن و الواضح هناك أنه كان عمل مهني و خبير للغاية من قبل الجهات الاستخبارات . وكان القصد من الفعل هو ضرب النظام، وبدعم من وسائل الإعلام التي أعلنت أن خطوط دفاع النظام الاولى قد إنهارت لتنشر الزعر و الفوضى بين السكان و تجعلهم يشعرون بالقلق بالفعل. وفي الوقت نفسه، تلقى الآلاف من المتمردين أوامر لغزو الشوارع لإرهاب أنصار النظام واحتلال المؤسسات العامة.

- يمكن في ١٨ تموز إستطاع المتمردين خلال الساعات الاولى من الصدمة التسلل إلى منطقة آل الميدان، حي قديم شوهد فيه في السابق العديد من المظاهرات"السلمية"، و أنشئت من أجلها الحواجز بمساعدة السكان المحليين الذين ينتمون إلى المعارضة المسلحة. ولكن الغالبية أجبرتهم على الإجلاء فوراً لان سكان دمشق يكرهون، حتى أولئك الذين يعارضون الحكومة، هؤلاء الذين يقومون في خطف سلام المدينه من قبل المتطرفين .

بشار سعيد يقول إن سكان العاصمة يدركون جيدا من هم " المناضلين من أجل الديموقراطيه" " و يعلمون ما صنعوه في أماكن أخرى في سوريا. في حمص ادعى المتمردون أنهم حرروا السكان المسيحيين من إضطهاد النظام. و لكنه في الواقع طردوا جميع المسيحيين من المدينة و خرّبوا تقريبا جميع ديارهم و كنائسهم. كما تعرضت للهجوم العديد من القرى العلوية.

- والأفعال و الجرائم التي ترتكب في سوريا الآن لا نراها إلا في أفلام الرعب. على عكس ما يقال في وسائل الاعلام الغربية، فإنه هؤلاء السوريين الذين يعارضون الانتفاضة هم من يُقتَلون و يِنَكّل في جثثهم . هذا ينطبق أيضا على السنة الذين يرفضون دعم الجهاديين.

هنا يذكر بشار حي جرمانا في دمشق كمثال لآخر الأحداث كيف تعرض الناس الذين يرفضون دعم الانتفاضة الى المعاقبة بالإرهاب ففي الأسبوع الماضي، انفجرت سيارة مفخخة في وسط المباني السكنية. قتل أحد عشر مدنيا، والدمار كان كبيرا.

وما يؤكد ما وصفه بشار سعيد عن القوات المسلحة هو ما بثته في الاسبوع الماضي وسائل الاعلام السويدية. حيث أظهروا صورا لقوات المعارضة و هم يعدمون بدم بارد جنود الحكومة المقبوض عليهم. هذا النوع من التقارير أمر نادر الحدوث.

• وخلال فصل الخريف، كانت الصحف والتلفزيون والإذاعة مليئة بقصص حول كيفية قيام الجيش السوري، وخاصة في حلب والمناطق الحدودية مع تركيا، في الهجوم على شعبه. قيل للصحفيين في المناطق التي سيطر عليها الثوار السوريين انهم يخشون أن قصفت منازلهم. وقال لا حتى المدارس والمستشفيات كانت محمية. ما هو تعليقك على ذلك؟
- الادعاء بأن المدارس والمستشفيات تتلقى قنابل من قبل النظام ، مضللة تماما. يجب على المرء أن يدرك أن كل منطقه من المناطق سوريا التي تستحلّها العصابات المسلحة تتحول الى منطقة قتال. في هذه المناطق تحولت المدارس والمستشفيات إلى مراكز لقيادة الإرهاب ، ومناطق لتخزين الأسلحة أو لمصانع لتصنيع المتفجرات.

- هل يستطيع أحد أن يثبت أن الجيش السوري قصف مدرسة أو مستشفى لا تحتلها العصابات المسلحة؟ حيث أعيش في دمشق مليء المستشفيات والمدارس. أستطيع أن أشهد أنها آمنة بسبب الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش الوطني.

وقال بشار أيضا عندما تتحول المدن إلى ساحات القتال يُقتل كثير من المدنيين كذلك، على الرغم من أن الجيش السوري يتجنب ذلك. ويعطينا على سبيل المثال ما حصل في دمشق في تموز. قبل هجمات جيشنا الباسل على الجماعات المسلحة في المناطق السكنيه بذل الجيش قصارى جهده لإجلائهم.

ويؤكد مرة أخرى أن الجماعات المسلحة تكشف عن نفسها بنفسها.

- ما لم يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام الغربية هو أن العديد من أنصار المعارضة غيّرت نظرتها و إتجاهها بعد ان شاهدت بعينيها "الديمقراطية والحرية" التي جلبتها العصابة المسلحة الى مناطقهم. تلك الديمقراطية والحرية التي تشمل التخريب، وحرق وتدمير أماكن السوق والمساجد والكنائس والآثار والعامة والملكية الخاصة وكل ما يحصل في طريقهم.

لقد دار الصراع الآن لمدة عام ونصف. و مازالت الحكومة السورية والعديد من اللاعبين الدوليين مثل روسيا والصين إلى حل الصراع بالوسائل السلمية. العديد من الأصوات المعارضة في سوريا كما يقول لا للناتو و الخليج العربي و التدخل العسكري، والدعوة لوقف إطلاق النار والحوار لتحقيق الديمقراطية. وفي الوقت نفسه،تقوم القوى الامبريالية وأصدقائها بدعم العنف.

• كيف ستستطيع سوريا الخروج من هذه الأزمة الصعبة؟
- لقد قلتها عدة مرات و أكررها مرة أخرى أنه لا يمكن حل الازمة إن لم يتم ذلك عن طريق جلوس اللاعبين المحليين حول المائدة المستديرة لمناقشة جميع القضايا تحت مظلة وطنية، الأمر الذي يضع اعتبارات سوريا قبل كل أجندة إقليمية أو غربية. ولكن أنا أدرك أن لخلق الظروف السليمة للجلوس حول هذه الطاولة لن يتوفر لطالما أن القوى الإقليمية مواصلة التسلل الى سوريا مع الجهاديين والأسلحة والمعدات الفتاكة الأخرى.

وقال بشار يعتقد أن الإدارة قد اتخذت خطوة إيجابية إلى الأمام لتحقيق المصالحة الوطنية وشكل جديد من أشكال الحكومة فيه جميع القوى السياسية المشاركة في الدفاع عن سوريا ضد المصالح الأجنبية . ويؤكد أيضا ان هناك وزارة شكلت حديثا للمصالحة الوطنية، بقيادة علي حيدر.

حيدر هو واحد من زعماء المعارضة اللذين عند التعديل الحكومي في حزيران هذا العام قبل بمنصب وزاري، كخطوة أولى في الجهود المبذولة لتشكيل حكومة ائتلافية واسعة بما في ذلك شخصيات المعارضة الأخرى.
ولكن لم تتمكن الحكومه والمعارضة الداخلية ان تقرر حاليا على مستقبل سوريا بسبب العنف الحالي.

- فإن النزيف في شوارع المدن السورية لم يردع القوى الامبريالية وجعلها تغيير أجندتها
. سيقوم الطرف الذي يفوز في أرض المعركة أن يملي إرادتها. ولكننا نأمل لسوريا الصمود في وجه العاصفة، وإعادة بناء البلاد نحو الأفضل.

جريدة بروليتارين أجرت مقابلات مع السوريين الذين لم يستطيعوا لأسباب أمنية، أن يظهروا في المقدمة و لكن بشار وافق معنا بالاسم و الصورة. لكنه يحذر من أن في سوريا اليوم وجد خطرا على تدلي علناً برأيك إن كان ذلك ضد العصابات المسلحة المعارضة.

فقد حدثنا عن الياس منصور ٨٥ عاما في حمص، الذي قتل الاسبوع الماضي في الظهر على يد قناص. حدث هذا بعد أن كان في وسائل الإعلام المحلية أدان علنا ​​جرائم الجماعات المسلحة ".

وقد حصلنا قبل يومين من نشرنا في الجريدة بروليتيرين لهذه المقالة، على رسالة جديدة من بشار. حيث قال لنا انه قد وجد الممثل الفلسطيني محمد الرفاعي الذي انتقد علنا ​​قتل الجيش السوري الحر، مقتول بعد أن اختطف من قبل المتمردين المسلحين.

ضحية أخرى، و جنازة أخرى دامعة. بقلم : باتريك باولوڤ. و ترجمة : فاديا رستم.